نقد اللون الأحمر والأخضر ودراستهما فی أشعار نازک الملائک
بحث في مجلة إضاءات نقدية فی الأدبين العربي و الفارسي - جامعة آزاد الإسلامية في کرج - http://roc.kiau.ac.ir
المستخلص
اللون یُعَدّ إحدی المکونات الأساسیة للصور الحسیة عند الشعراء القدماء والمعاصرین، ولجأ الشعراء إلی الاستعانة بالکلمات والرموز اللونیة فی صورهم الشعریة وتجسید المعنی وإبرازه؛ فالشعراء یرسمون بواسطة الألوان الأشیاء ویکسبونها إیحاءات جدیدة، ومن الشعراء المعاصرین هی نازک الملائکة التی قد قامت بتوظیف الألوان فی أشعارها علی مستوی واسع للتعبیر عن المشاعر النفسیة وعواطفها، والألوان المختلفة تتجلی فی أشعار نازک الملائکة منها؛ اللون الأحمر والأخضر، ولأهمیة هذین اللونین وجمالیتهما فی أشعار نازک الملائکة، تناولت هذه المقالة دراسة اللون الأحمر والأخضر فی البناء الشعری عند نازک الملائکه بالمنهج الوصفی التحلیلی والإحصائی حینما حاولت أن تستشهد بنماذج شعریة دالة علی هذین اللونین من أشعارها. وفی تتّبع دلالات الألوان ودرجة تکرارها فی شعرها لاحظنا أنّها تنبثق من حالتها الشعوریة من الفرح والحزن ولاتُستخدم الألوان أحیاناً فی أشعارها کما هی فی الحیاة الواقعیة بل یمکن أن یقال إنّ الشاعرة تکاد أن تعقد بین الألوان عقد قران، بحیث یمکن استبدال لون بآخر، لأنّها ذات صبغة جمالیة ولها دلالات سیاسیة واجتماعیة، وکثرة اهتمام الشاعرة بالألوان وإعطاء المعانی المختلفة والدلالات الرمزیة والجمالیة لها، تدلّ علی نظرتها الذکیة إلی الکون والطبیعة وتأثرها بالأحداث والتطورات السیاسیة والاجتماعیة، والشاعرة فی کثیر من الأحیان تربط دلالة اللون الأحمر بالثورة وطلب التحرر من الاستعمار والحب والحیاء، والأخضر یأتی بعده ویرادف الحیاة وما تحمله من معانی التجدّد والأمل والنماء والخصوبة.