مِن کتاب العین إلى معجم الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم
بحوث في اللغة العربية - جامعة أصفهان - http://rall.ui.ac.ir/
المستخلص
للألفاظ أهمیة قصوى فی حیاة الإنسان؛ لأنها تعبر عمّا فی فؤاده، وتترجم المعانی والمشاعر التی بداخله، وهی إلى جانب ذلک وسیلة لمخاطبة الآخرین. وکلما أتقن الخطیب أو المتحدث ألفاظه واختارها بدقة، کان تأثیره فی المتلقّین أبلغ.
والکلمات فی بادئ أمرها کانت دائرة على ألسنة الناطقین بها، ثم سجّلت فی بطون الکتب، والعرب لا یعرف التألیف المعجمی قبل العصر العباسی، لانتشار الأمیة بینهم. ویبدو أنّ الباعث إلى جمع اللغة وتألیف المعاجم هو الحاجة إلى تفسیر ما استغلق من ألفاظ القرآن الکریم، ورغبتهم فی حراسة کتابهم من أن یقتحمه خطأ فی النطق أو الفهم. فرحلوا إلى البادیة ودوّنوا فی البدایة کل ما سمعوا من الألفاظ، ثم جعلوها على الترتیب الموضوعیّ. ثمّ ألّف الخلیل معجمه على ترتیب الحروف، وبذلک ظهرت المعاجم اللغویة العامة والتخصصیة.
ونظراً إلى ما للقرآن من أهمیة عند المسلمین، راحوا یعتنون بألفاظه وآیاته ویتدبّرونها، لأنها تحمل معانیه. فإذا ما أشکل علیهم لفظ أو غمض علیهم معنى، کانوا یسألون النبی % أو الصحابة.
وقد عنی العلماء بتدوین کتب غریب القرآن ومعاجم تخصصیة أخرى بشأن مفردات القرآن الکریم. ونحن قد تحدّثنا بإیجاز کامل فی هذا البحث المتواضع عن تطور المعاجم اللغویة والمعاجم القرآنیة من کتاب العین إلى معجم الأفعال المتعدیة واللازمة فی القرآن الکریم.