مُراسلة شعريّة بين الطبيب الإصفهاني وهاتف الأصفهانيّ: مناسباتها وموضوعاتها وأساليبها الشعريّة

تُعدّ الإخوانیّات من الفنون الشعریّة الشائعة فی العَصر الزندیّ. ومن أشهر نماذجها ما جری من المساجلات الشعریّة بین الطبیب الأصفهانی وهاتف الأصفهانی. احتفظ لنا تاریخ الأدب بثلاثِ قصائدَ بعثَها الطبیبُ من شیرازَ ضمن رسائله المتعدّدة إلی هاتف؛ غیر أنّه لم تَبقَ إلّا قصیدةٌ واحدةٌ أرسلَها هاتف إل‍ی أستاذه الطبیب. فالمادّة التی خضعتْ للتحلیل فی هذا البحث هی هذه القصیدةُ والقصیدةُ التی أنشدَها الطبیب فی الردّ علیها. وسوف یقوم هذا البحث فی طیّاته علی تحدید مناسبة إنشاد القصیدتَین، ونِطاقهما وأغراضهما وموضوعاتهما ومَحاورهما. کما یدرسُ وسائلَ التعبیرِ الشعریّةَ فیهما. إنّ تنوّع هذه الموضوعات فرضَ علی البحث سلوکَ ثلاثِ طُرُق مختلفة، هی: التاریخیّة، والموضوعیّة البنیویّة المعجمیّة، والبنیویّة الشکلیّة. ومن أهمّ ما وصل إلیه هذا البحث هو العُجمة التی یمکن مشاهدتها فی شعر هاتف الأصفهانی. ویُضاف إلی ذلک أنّنا استطعنا فی بحثنا هذا، أن نقدّم، ولأوّل مرّة، ستّةً وستّین بیتاً لهاتف الأصفهانیّ عَثَرنا علیها فی إحدی المخطوطات.