فنّ المُلمَّع: حلقة الوصل بین الشعرین العربی والفارسی
بحث في مجلة دراسات في اللغة العربيّة وآدابها - جامعة سمنان - http://lasem.journals.semnan.ac.ir
الملخص
المُلمَّع لغةً یعنی شیئاً أو أمراً یجمع لونین مختلفین أو صفتین مختلفتین، والشعر الملمَّع فی الأدب العربی القدیم شعر یجمع الشطور أو الأبیات المُعْجَمة والمُهْملة، وهو فی العصر الحدیث شعر منظوم بالعربیّة الفصحى والعامّیّة. ولکن ما یهمّنا فی هذا البحث هوالملمَّع عند الفرس الّذی یتکوّن من شطور (أو أبیات) بالعربیّة إلى جانب شطور (أو أبیات) بالفارسیّة. وبما أنّ الملمَّع بالمعنى الأخیر یشمل شعراً منظوماً باللغتین العربیّة والفارسیّة، فإنّ دراسته تندرج فی مجال الدراسات الأدبیّة المقارنة، وبناءً على ذلک فعلینا أن نتّبع المنهج المقارَن فی هذا البحث.إنّ السؤال الأساس المطروح فی هذا النوع من الشعر هو أنّه کیف استطاع الشاعر جمع الأبیات العربیّة إلى جانب الأبیات الفارسیّة، مع أنّ لکلّ واحد من النظامین الشعریّین خصائص وزنیّة و قافویّة خاصّة به. لقد تبیّن لنا، من خلال دراسة الملمَّعات إلى جانب اطّلاعنا على علم العروض فی الأدبین، أنّ هنالک میزة مشترکة بین النظامین الوزنیّین ساعدت الشعراء الفرس على نظم الملمَّعات وهی الأساس الوزنی المشترک فی النظامین، أی یعتمد کلاهما على الکمیّة فی المقاطع مع الاعتراف بوجود اختلافات جزئیّة بینهما أهمّها الاختلاف فی طول المصراع، والجوازات الوزنیّة. کما تبیّن لنا أنّ الملمَّعات تتّبع القواعد الوزنیّة الفارسیّة عادةً فی الخصائص الجزئیّة المذکورة. إذن یمکننا القول إنّ الملمّعات ذات صبغة فارسیّة بسبب اتّباعها هذه الخصائص الجزئیّة فی الوزن والقافیة، فضلاً عن الذوق الفارسی الّذی یسود الملمَّعاتِ فی کثیر من الأحیان.