فنيّة الحوار وأثرها في الصورة القرآنيّة (دراسة تطبيقيّة في السورتين طه ومريم)
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها/http://iaall.iranjournals.ir/
للقرآن الکریم خصائص أسلوبیة معیّنة فی إلقاء المعانی وإرشاد القلوب ومن هذه الخصائص، الصورة الفنیة التی تستخدم لبیان الأغراض. إن الصورة کانت فی القدیم تطلق علی الأنواع البلاغیة من المجاز والاستعارة والکنایة أما فی النقد الحدیث فلا تقتصر على الضروب البلاغیة القدیمة، وإنما تضاف إلیها مفاهیم عصریة جدیدة نحو اللغة والتخییل والتجسیم والتناسق والقصة. فالحوارات فی القرآن الکریم وهی من عناصر القصة تتّسم بالوجهات الفنیة الکثیرة وتعتبر من مقوّمات الصورة فی المصحف الشریف، وتنعکس فیها بقیة میزات الصورة الفنیة. إلا أن بعض النقاد ومنهم سید قطب لم یهتمّوا کثیراً بالحوار کعنصر بارز فی الصورة الفنیة وإنما تحدّثوا فیه بإشارات قلیلة. فتحاول هذه المقالة الکشف عن فنیة الحوار فی التصویر القرآنی فی السورتین طه ومریم وتحاول الردّ علی السؤال أن الحوار کیف یشارک فی الأسلوب الفنی القرآنی وذلک بإلقاء الضوء علی تعریف الصورة القرآنیة ومفهوم فنیة الحوار ثم معالجة أشکال الحوارات فی السورتین علی الترتیب: حوار زکریاء علیه السلام مع الحق سبحانه وتعالی، حوار مریم مع جبرائیل، حوار إبراهیم مع أبیه، حوار الحقّ تعالی مع موسی، حوار موسی (ع) مع فرعون وحوار موسی مع أخیه هارون. إن الحوارات فی السورتین قد تعکس میزات الشخصیات وتضارب العواطف من الحزن والخوف والرهبة والرغبة وطرف الحوار وتأتی فی أنواعها من القصصی والوصیفی بین دیالوج ومونولوج. والمنهج المستفاد فی البحث هو المنهج الوصفی والتحلیلی کما یعتمد علی المنهج البلاغی بمراجعة الآراء النقدیة الجدیدة فی التحلیل الفنی للحوارات القرآنیة فی السورتین طه ومریم.