فلسفة القصّة عند مولانا
بحث في مجلة دراسات الادب المعاصر - جامعة آزاد الإسلامية جيرفت
القصّة روایتها، دأب دؤوب، ونقلها سنّة سنیة فی تاریخ الأدب. لایمکن استقلال القصّة عن الأدب وانفکاکها منها. کلاهما یعالجان الإنسان لغة وحسّا. لیس من البعید عن الذهن أن ترجع قدمة روایة القصّة ماضیها ولاحقتها إلی تاریخ التفکر الإنسانی والشعور البشری. لذلک من الصّعب أن نرسم رسما معلوما بها ونحدّد حدّا تاریخیا لها. هناک علاقة عجیبة ومعجبة بین التّفکر الدّینی وروایة القصّة والأسطورة. التّفکر الدّینی یتمسّک دائما بالمحسوسات والتّصورات حتّی ینقل المدرکات والمعانی ومن هنا یتّصل بالقصّة سواء رمزیة، أو غیر رمزیة. هذه سنّة راسخة وغالبة فی الکتب الدینیة لاسیما القرآن الذی ملیء منها.حیث العرفان لغته ولباسه رمز یرتبط بالقصّة وتنبثق منها الرموز وتنبت منها الأسرار، قابلة للتاویل، وحاملة للتحویل فی کلّ الأعصار. مولانا جلال الدین بوصفه خرّیج هذا المکتب وتلمیذ هذه الحضارة الذکی، ینظر القصّة نظرة خاصّة بها. القصّة عنده فخّ لاصطیاد المعانی، وهذا المقال یدرس القصّة وفلسفتها عنده.