صیغ المبالغة المرکبة المنسیّة فی الصرف العربی

الملخص
ذکرت أکثر الکتب النحویة والصرفیة أوزاناً سماعیة لصیغ المبالغة تصل إلى خمسة عشر وزناً، ومنعت صیاغتها من الأفعال اللازمة والأفعال المزیدة فی الثلاثیة والرباعیة. ولکنّ أهل اللغة العربیة، کما یتبیّن من مطالعة النصوص والمعاجم، استخدموا أسلوباً آخر یشبه أسلوب صیاغة اسم التفصیل المرکب وصیغة التعجب المرکبة، وذلک لسدّ حاجتهم إلى صیغة تفید المبالغة فی الأفعال غیر الثلاثیة المجردة والأفعال اللازمة. فقد استفادوا من ترکیب إضافیّ لفظیّ مکوّن من “کثیر/ شدید/ وما شابه + مصدر أو اسم مصدر للفعل المعنی به” . وإنّ هذا الترکیب الکثیر الاستعمال فی النصوص العربیة القدیمة والحدیثة قد غفل عنه النحویون. إنّ المقالة الحالیة، بعد أن تقوم بعرض الأدلة التی تثبتُ وجود صیغة مبالغة مرکبة فی العربیة، تقوم بتقسیم هذا المشتقّ الصرفی إلى قسمین، کما هی الحال فی اسم التفصیل وصیغة التعجب: بسیط ومرکب، فالبسیط یتلخص فی خمسة عشروزناً معروفاً، کلها سماعیة، والمرکب یُصاغ، بشکل قیاسیّ، من المصدر؛ أی مصدر کالمضاف إلیه من ترکیب إضافی لفظی یکون الجزء الأول منه وصفا روسمیاً مقولباً دالاً على الکثرة نحو شدید وکثیر. إنّ شروط صیاغة صیغة المبالغة واسم التفضیل وصیغة التعجب بنوعیها البسیط والمرکب- متتطابقة بشکل تام.