شعر المنفی والمُغترب لدی محمود سامي البارودي
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها http://iaall.iranjournals.ir/
من المشهور أن مکافحة الاستعمار الغربی من أهم ما اشتغل به الشاعر العربی فی بدایات العصر الحدیث؛إذ طغت هذه الظاهرة المشؤومة علی کثیر من الأقطار العربیة وتأثر المجتمع العربی بها فی الجوانب السیاسیة والاجتماعیة والثقافیة، فوقف کثیر من الشعراء والأدباء أمام الحوادث الطارئة والمستجدات التی أثّرت سلباً علی بلادهم، ومن جراء ذلک نُفوا وسُجنوا وتحملوا المصائب والمشاق؛ منهم محمود سامی البارودی الذی ذاق ألم الفراق والغربة زهاء سبع عشرة سنة فی سرندیب، وتبلور هذا الاغتراب بشکل بارز فی اللفظ والمعنی والأسالیب التی اتخذها الشاعر فی شعره.
ومن أهم الأغراض التی تطرق إلیها البارودی فی شعره هی الفخر والحماسة، وکأنهما کانا اللبنة الأساس فی بناء کثیر من قصائده، وبجانب ذلک فقد نوّع فی ذکره للوطن حیث یمکن للمرء أن یعتبر الحنینَ إلی الوطن والشعر السیاسی عنده غرضین مستقلین والعاطفة الصادقة المنبعثة من الغربة والنفی هی من أهم ممیزات هذه القصائد؛ إذ تعتبر محوریةً بین موضوعاته حیث تجعل الکثیر من شعره علی وتیرة واحدة. أمّا الخصائص الفنیة فی شعره، فتمثلت فی طول الأشعار ووحدة الموضوع والصدق والسهولة والتکرار.
لقد اعتمد هذا البحث علی التحلیل الموضوعی لأدب البارودی ورکّز علی ما نجده فی شعره من صور الاغتراب والحنین استکشافاً لتاثیرات النفی والغربة فی أفکار الشاعر ومضامین شعره.