رثاءابن الرومی بین الاتباع والابتداع (قصیدةرثاءالبصرةنموذجا)
بحث في مجلة إضاءات نقدية فی الأدبين العربي و الفارسي - جامعة آزاد الإسلامية في کرج - http://roc.kiau.ac.ir
المستخلص
یعدّ الرثاء من أهم الأغراض الشعریة القدیمة وأصدقها، بل أصدق ضروب الآداب الإنسانیه علی الإطلاق وأکثرها صلة بالنفس البشریة والتصاقاً بالوجدان الإنسانی، وهو من أکثر أغراض الشعر استمراریّة وبقاءا؛ فلهذا وبسبب الصلة الوطیدة بین موضوع الرثاء والنفس البشریة، قلّما نجد شاعرا وهو لایقرض شعرا فی الرثاء، ولکن هناک بعض الشعراء قد برعوا فی قرض المراثی وهذا بسبب القدرة الذاتیة والحس الرهیف عندهم ولاننسی البواعث الخارجیة علی نفس الشاعر مثل الکوارث والمصائب الوارده علیه؛ وشاعرنا ابن الرومی أحد هؤلاء الشعراء البارعین فی قصائد الرثاء، وهو بصفته شاعر الرثاء حلت به کوارث جسام تحملها بصبر. ومن أجمل قصائده مضمونا وأسلوبا وجمالا، قصیدته “رثاء البصرة” والتی نظمها إثر الغارة الغاشمة التی واجهتها مدینة البصرة، حیث أثّرت هذه الفجیعة العظیمة تأثیرا کبیرا علی نفسیة شاعرنا وانعکست فی شعره. وقد سعی الکاتب فی هذا المقال أن یسلّط الضوء علی الجوانب المختلفة لهذه القصیدة (الموضوعیة – الأسلوبیة – المنهجیة – الفنیة و…) کنموذج شعری للشاعر تتجلّی فیه المیزات العامة لمراثیه.