دلالات أبنیة الصفة المشبهة و اسم الفاعل فی القرآن
بحث في مجلة اللغة العربیة وآدابها - جامعة طهران - پرديس قم - https://jal-lq.ut.ac.ir
اللغة العربیة، لغة غنیة بالمفردات، ولعل من أسباب هذا الغنى وأهمها، ما توصف به من أنها لغة اشتقاقیة، فالاشتقاق قدأثرى هذه اللغة بمفردات کثیرة، لها دلالات متنوعة. ومن هنا تعددت الأبنیة والصیغ؛ فکانت أبنیة الأفعال والصفات: کاسم الفاعل، والمبالغة، والصفة المشبهة، وکل باب من أبواب الصفات هذه یشتمل على أبنیة مختلفة؛ تبعا للمادة اللغویة التی اشتقت منها أو ما نسمیه بالجذر اللغوی، وبناءً علیه اختلفت أبنیة اسم الفاعل والصفة المشبهة فی معانیهما ودلالاتهما لاختلاف المواد اللغویة التی اشتقت منها، وإنْ کان الإطار العام الذی یجمع دلالتهما، هو دلالة الباب الذی انضوت تحتهما، وهو دلالة اسم الفاعل والصفة المشبهة.الغرض من هذا البحث،هو الکشف عن کیفیة توظیف التعبیر القرآنی لمجموعة من الألفاظ التی جاءت علی أوزان اسم الفاعل والصفة المشبهة ودلالاتها فی سیاقاتها، فضلا عن تبیین وجود نوع من المناسبة بین أوزان ودلالات اسم الفاعل والصفة المشبهة وبین الصیغ بوزنها الموضوع لها، وما تدل علیها فی قسم من دلالتها، أو ثبوتها وحدوثها؛ لأن بعض صیغ الصفة المشبهة تدل علی الحدوث، وبعض صیغ اسم الفاعل، تدل علی الثبوت أیضا، رغم دلالتهما الوضعیة.نجتهد فی هذه المقالة أن نبحث عن دلالة بعض أبنیة الصفة المشبهة کــ(فُعُل، وفَعِل، وفَعل”بسکون العین”، وفَعلان) واسم الفاعل کـ(فاعل، مُفعِل مُفعَلَّ، ومفعال) ومعناها فی القرآن بالاستعانة بعلم الدلالة؛ إذ بینهما الدلالات و الأبنیة المشترکة. وهدفنا تحدید دلالاتها من خلال الإفادة من السیاق التی وقعت فیه هذه الأبنیة؛ فلذا فی البدایة نقدِّم وصفا موجزا من الأبنیة المذکورة، ثم نذکر آیات من القرآن الکریم التی تستخدم هذه الکلمات، وسنستعرض المعنی الدلالی للکلمات، حتی تبین أن دلالة کل لفظ، مرتبطة ببنیتها و صیغتها الموضوع لها.
من أهم النتائج التی وصل إلیها الباحثون فی هذا البحث، أن دلالة التجدد والحدوث، والدوام والثبوت، لها دورٌ کبیر وبارز فی تحدید الصیغ؛ وأن اختیار المفردة فی القرآن الکریم وتشکیلها وبنائها على حسب هیکلیة معینة وسیاق متمایز فی الجمل.