دراسة الأفکار والعاطفة فی قصیدة “لوم وعتاب” لأبی فراس الحمدانی تحت ضوء النقد النفسی

إنّ الحبس حادثة قد واجهها کثیر من الشعراء الأقدمین منهم أبو فراس الحمدانی. وهو اشتهر بحبسیاته التی کان أکثرها موجّهاً إلی سیف الدولة لمعاتبته. وهذه المقالة تقوم بدراسة قصیدة لوم وعتاب وتحلیل الأفکار والعواطف فیها، وتبیّن من خلالها ملامح شخصیة الشاعر، وحالاته النفسیة، ومدى تأثره بالسجن، وکلّها تُحَلَّل علی ضوء النقد النفسی؛ فیستنتج مما جاء فیها أنّه کان شاعراً رومنسیاً بعیداً عن التملّق ومتأثراً بالآلام والأحلام معبّراً عن الجدل النفسی، وقد أثر السجن فی نفسیة الشاعر وأفکاره علی نحو ملحوظ حیث أنّ الشعور بالغربة جعله بین الأحاسیس المتناقضة أی بین الضعف والقوّة، وبین التشاؤم والتفاؤل، أمّا فی النهایة فقد غلب علی ضعفه وتشاؤمه بالصبر والتوکل.
کما یبین هذا البحث أنّ غرض الشاعر من العتاب هو إستقطاب إلتفات سیف الدولة وترغیبه بالإفتداء بطرق مختلفة منها: استهلال القصیدة بمقدمة غزلیة رائعة ومتناسبة مع الغرض، الحوار، نصح الملک وتکریمه، والإشارة إلی خدماته فی حفظ کیان حکومة الملک، وخلق المشاهد الحزینة والمؤلمة التی تصوّر مدى قساوة الأیام والأصدقاء.