تمثيل هويّة التابع في الرواية العربية الجديدة رواية “شيكاجو” أنموذجاً
بحث في مجلة دراسات في اللغة العربيّة وآدابها - جامعة سمنان - http://lasem.journals.semnan.ac.ir
الملخص
قد تتجلّى الهويّة الثقافية في مجموعة خصائص لجماعة بشرية تربط بينهم أواصر عدّة كالتاريخ المشترك، والميزات الاجتماعية، والدين، واللغة.. إلخ. وليس هناك ثقافة إلّا وهي تمثّل هويّتها بأدوات وأساليب مختلفة. والتمثيل هو الذي يعطي لجماعة ما صورة عن نفسها وعن غيرها، وهو الذي يصنع لهذه الجماعة معادلاً لما يسمي في علم السرد بـــ”الهويّة السرديّة”. ولقد اقتضت تجربة آداب ما بعد الحقبة الاستعماريّة، وجودَ علاقة فعّالة بين المستعمِر و المستعمَر، تقوم علي مبدأ الخضوع ثمّ التبعيّة، وإنّها عبارة عن تشويه ثقافي يريد قمع الهويّة علي وعي أو من دون وعي لها. وقد انشغل الكاتب العربي الذي كابد هذه التجربة، انشغالاً إبداعياً وجمالياً، حاول عبر الكتابة والتفكير والتخيّل أن يقدّم مختلف أوجه هذه التجربة بكل قسوتها. وحاول تمثيلها في إطار الظاهرة الاستعماريّة التي استمرت في صورة ما بعد الاستعمار، وهي الصورة التي أرادت من الهويّة القطيعة مع ماضيها وإدراجها في سباق عالمي مُعَولم يقوم علي منافسة ثقافيّة قبل أن يقوم علي منافسة عسكرية أو اقتصادية. وقد جاءت رواية”شيكاجو”، لعلاء الأسواني آخذة ظاهرة الاغتراب والهجرة أفقاً للاطلاع علي جملة من هذه التجارب التي عاشتها أو رصدتها شخصيّات الرواية. فوجدناها تتحدّث عن المفارقة الغريبة واللاأخلاقيّة بين الأنا الشرقي والآخر الغربي، وذلك عبر عمليات وسياسات الهويّة التي تنتج جدليّة شبيهة بعلاقة العبد والسيد، ذلك لكي تبرز لنا كيف يمكن للشخصيّة السرديّة أن تتحوّل من كائن فاعل إلي كيان مفعول به.