تحليل المقوّمات الأسلوبيّة لقصيدة «سرحان لا يتسلّم مفاتيح القدس» للشّاعر أمل دنقل
بحث في مجلة دراسات في اللغة العربيّة وآدابها - جامعة سمنان - http://lasem.journals.semnan.ac.ir
الملخص
إنّ الأسلوب يحدث للأديب من خلال ممارسته لمنهج خاصّ حيث يمكن اعتبار ذلك المنهج خاصّاً به يميّزه عن غيره. والدّراسة الأسلوبية هي من أهمّ مجالات البحث الأدبي المعاصر الذي استرعي انتباه النّقاد المعاصرين؛ إذ يعتمد هذا المنهج في دراسته للنصّ على الكشف عن الجماليّات الكامنة في الأساليب من خلال تحليل الظواهر اللغوية، وتبيان علاقتها بالحالة الشعورية والتأثير الفني الأدبي المفهوم من خلال ذلك. وعلي ضوء أهمّية المسألة يقوم هذا البحث بدراسة أسلوبية لقصيدة «سرحان لا يتسلّم مفاتيح القدس» للشاعر المصريّ المعاصر أمل دنقل (1940- 1983م) علي أساس المنهج الوصفي- التحليلي مع التركيز علي ثلاثة مستويات أسلوبيّة هي المستوي الفكري،الأدبي-الدلالي واللغوي-التركيبي.
ومن أهم ما وصل إليه البحث الحالي من النتائج هو أنّ توظيف التقنيّات العديدة كـالتّناصّ والطّعن والانزياح والحوار والحكاية والرّمز والترّكيز علي الإيقاع والموسيقي جعل من الشاعر صاحب أسلوب مرموق في عمليّة نقل ما في باله إلي المتلقّي؛ فأسلوبيّة النّصّ تشهد علي أنّه حضر في القصيدة كشاعر فنّي ينهال علي الذين باعوا القدس وانصرفوا لملذّاتهم باللّوم والطّعن ويؤكّد رمزيّاً علي خيار المقاومة والنّضال لتعود للوطن العربي كرامته ويستردّ الحقوق الضائعة للمواطنين. وعناصر القصيدة تتساند كي تعبّر عن مدي نجاح الشاعر في تحقيق آماله وتبديد آلامه؛ من توظيفه لشخصية سرحان الرمزية إلي اختيار بحر الرجز الملائم لهذه الغاية واستخدام الكلمات الفخمة وتغليب الجمل الإخبارية علي الإنشائية والأفعال المضارعة علي بقيّة أنواعها، بجانب الاستمداد من الأصوات المجهورة الموحيّة. فكل ذلك أعطي شعر الشاعر حيويّاً واستمراريّاً وتعدّدياً في المتلقي وجعله كشاعر ذي أسلوب خاصّ خارج نطاق التقليد.