بنیة السرد الروایی وتقنیاته فی «الرسالة البغدادیة»
بحث في مجلة اللغة العربیة وآدابها - جامعة طهران - پرديس قم - https://jal-lq.ut.ac.ir
الرسالة البغدادیة (حکایة أبی القاسم البغدادی) بوصفها نموذجا تراثیا من السردیات التراثیة العربیة، لها أهمیة کبرى فی العالم العربی، یروی المؤلف ــ الأدیب واسع الاطلاع على الأدب العربی ــ بلغة ساخرة وبأسلوب السرد التاریخی القدیم وبطبیعة الحال باسلوب ساخر، قصة أبی القاسم البغدادی الذی هو شخصیة خیالیة نعته المؤلف بکل المتناقضات، إنها صورة واقعیة تصور أحوال البغدادیین، وتظهر الواقع الاجتماعی الطبقی وتعبّر عن قیم المجتمع العباسی وعادات الناس وأخلاقهم فی القرن الرابع. أبدع المؤلف عالما متخیّلا وابتکر تقنیة عالیة لإصلاح تلک القیم وإبلاغ رسالته الأخلاقیة لکن بالاستعانة من فن الفکاهة والسخریة التی توجد فی کل ارکان عملیة السرد، تجسدت من خلالها نظرة السارد إلى العالم، خاصة من شکل الحیاة عموما وطریقة تفکیر الناس. هذه الحکایة تسرد فی شکل قصة تتخللها نماذج الشعر وقطعٌ من النثر البلیغ، یقتصر الحوار فیها على شخصیة رئیسیة، لها ساردان: سارد رئیسی هو نفس الکاتب لکن اختلق شخصیة ابی المطهر الأزدی بدلا من نفسه، وسارد ضمنی هو نفس بطل القصة الذی اختلقه السارد الأول لکی یعبر به عن افکاره وآرائه. من أهم ما تمتاز به الرسالة من تقنیة فنیة فی مجال السرد هو ثنائیات المکان والزمان؛ ثنائیة المکان المغلق والمفتوح وثنائیة الزمان المحدد وغیر المحدد. تتداخل أحداث الحکایة تداخلا سردیا، إنها فی البدایة تأتی متتالیة لکن فی النهایة تصبح متشظیة بسبب سکر الشخصیة الرئیسیة فنکاد لا نجد رابطا بین الحکایات