الموازنة بين ابن السکّيت وأبي الطّيب اللغويّ في ظاهرة الإبدال ( في ميزان التَّنظير والتَّطبيق)
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها/http://iaall.iranjournals.ir/
ظاهرة الإِبدال هی من التَّقنیات الَّتی تُساهم فی مجال تولید المعانی المختلفة عبر آلیِّة مفردات ذات جرس موسیقایی منظَّم تختلف فی حرف من حروفها لذا یعمد اللغویون فی ظاهرة الإبدال بتغییر حرف مکان حرف آخر فیستثمرون هذه الآلیِّة اللغویِّة بأشکالها المختلفة کی یثروا نصوصهم بتعابیر متقاربة المعنى أم متضادة فأهمیِّة توظیف تقنیِّة الإِبدال فی النِّتاجات الأَدبیِّة ترجع لما تشکلُّه هذه الظَّاهرة فیالأَبعاد اللغویِّة والموسیقائیِّة والمعانی المختلفة فی النِّتاجات الأدبیِّة. إبن السکیت وأبو الطیّب کانا من فحول اللغة ولهما آثارٌ متشابهةٌ منها الإبدال والأضداد، فهما لعبا دوراً بارزاً فی اتّساع ورُقِیِّ اللغة. تدرس هذه الورقةالبحثیةوفقاً للمنهج الوصفی- التحلیلی ظاهرة الإبدال فی کتابیهما الإبدال، لتبین مدی تأثیرهما فی ازدهار اللغة. ترکز هذه الورقة علی الأبواب المختلفة فی کتابی الإبدال لإبن السکیت وأبی الطیب مع ذکر شواهد ومن أَبرز الثَّمرات الَّتی جنیناها هو تقدیم معرفة متکاملة عن الإبدال وطرقه وأبوابه وأسبابه وفوائده والمواقف المشترکة والمختلفة فی هذا المضمار. فمن أنواعه هو الإبدال اللغویّویتمحوَّر فی لغات مختلفة لمعان متّفقة أمَّا عن أسباب ظهور هذه الظاهرة نستطیع أن نقول هنالک عوامل عدیدة ساهمت فی تکوین تلک الظاهرة منها سهولة النُّطق والتَّباین والاختلاف الموجود فی نوع تلفُّظ اللغات عند القبائل المختلفة. لکنَّ هذه الظاهرة تشتمل علی تقنیات منها أنَّ الإبدال من ذرائع اختصار اللغة واستظهارها واستبطان أسرارها، وأَیضاً تُجنِّب الأدیب عن الخطأ فی فهم النصوص ودفع الاتِّهام بالتَّصحیف. والمواقف المشترکه التی صدرت حول هذه الظاهرة هی اتّفاق علماء العربیة فی علل وقوع هذه الظاهرة وشروطها.