المفارقة التصويريّة في الشعر السياسي عند نزار قباني
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها/http://iaall.iranjournals.ir/
المفارقة التصویریة تقنیةٌ تقومُ علی إبراز التناقض بین وضعین متقابلین من الواقع المعاصر أو بین بعض المعطیات التراثیة وبعض الأحوال المعاصرة، بینهما نوعٌ من التناقض؛ وقد یمتدّ هذا التناقض لیشمل القصیدة برمّتها. والشاعر بتوظیفها، یلجأ بعض الأحیان إلی الغموض فی الإفصاح عن أحاسیسه. فیبثّ فی المفارقة التصویریة ذات الطرفین المعاصرین عدم الانسجام بین الأوضاع الحالیة والوضع المثالی المطلوب من خلال خلق ارتباطٍ موحٍ بین المفارقات الموجودة فی القصیدة ویفسح فی المفارقة التصویریة ذات المعطیات التراثیة فضاءً للمقارنة بین الماضی الذهبی والأوضاع المعاصرة وذلک باستدعاء التراث وتحویر الدلالات التراثیة المستدعاة، بدلالات معاصرة تتناقض معها.
فلذلک تعدّ المفارقة التصویریة من أهمّ الآلیات المستعملة فی الشعر السیاسی عند نزار قبانی. وقد جاءت هذه الدراسة بمنهجها الوصفی-التحلیلی لتبیّن مواضع المفارقة التصویریة وأنواعها وفک شفراتها فی الشعر السیاسی عند نزار قبانی، محاولةً الوصول إلی المعانی الخفیة والمدلولات المختبئة فی قصائده السیاسیة ذات المفارقة التصویریة وتسلیط الضوء علی أهمّ الموضوعات السیاسیة التی لجأ الشاعر للتّعبیر عنها باستخدام هذا الأسلوب. وقد خلصت الدراسة إلى أنّ الشاعر قد أکثر من توظیف الصورة الثالثة من المفارقة التصویریة ذات الطرف التراثی الواحد مقارنة بغیرها من أنواع الصور والأنماط.