العزّة فی الصحیفة السجادیة و دراستها الفنیة و الجمالیة

شهد عصر الإمام السجادg موجة الفساد العام و الزیغ عن مبادئ الدین نتیجة لما أثاره الحکم الأموی الفاسد من العصبیات القبلیة، و ما روّجه من أنواع الفساد و الانحرافات العقائدیة، و ما مارسه من تضعیف الروح الثوریة و القیم الإسلامیة. فعمل الإمام السجادg علی مواجهة هذه الموجة و توعیة الأمة الإسلامیة لئلا تنحدر وراء هذه الموجة ـ نظراً للإختناق الشدید الذی صبغ عصره ـ بالتوفّر علی نوع خاص من الأدب، هو أدب الدعاء؛ و بذل جهده فیه لبناء النفوس البشریة علی أساس القیم الإسلامیة الخالصة. فعمل علی إعادة بناء روح العزة فی النفوس لتشدّ بخالقه و تستشعر العزة به، و لاتذلّ أمام الجبابرة. هذا البحث یتطلّع إلی تحرّی قضیة العزّة فی أدب الدعاء عند الإمام السجادg، بأسلوب وصفی فنی، فدرس جذور تقلّص القیم الإسلامیة فی زمن الإمامg، و دور أئمة أهل البیتD و الإمام السجادg خاصة فی توعیة الأمة و الحیلولة دون انحدارها؛ ثم درس فقرات من بعض أدعیة الصحیفة السجادیة تقطع طریق تحقیق العزة بالله فی النفوس، و تبعث علی استشعار العزّة بالله، و تخلّصها من قیود احتمال الذلّ أمام الآخرین؛ بالنظر إلی ما قد وشَّحها من عناصر جمالیة من الإیقاع و الصور الفنیة و العناصر اللفظیة.