الشعر الوطنی لدی محمود سامی البارودی وملک الشعراء بهار
بحث في مجلة لسان مبين - جامعة قزوين http://lem.journals.ikiu.ac.ir/
تعرّف العصر الحديث علی التطورات الهامّة في البلدين مصر وإيران، من أهمها النهضة الدستورية المشترکة التي انفتحت علی العصرنة والحياة الجديدة في البلدين، وانبثقت من هذه الحياة؛ حياة أدبية رائعة لم يشهدها البلدان من قبل، فأخذ الشعراء يواکبون مستحدثات عصرهم وتقرير مصير شعبهم. من أبرزهم؛ محمود سامي البارودي في مصر وملك الشعراء بهار في ايران. ففي خضم معترك الحياة السياسية والاجتماعية الجديدة طغت علی أدبهما مضامين مستحدثة وبديعة، منها موضوع الوطن الذي ظهر في ذروة الموضوعات الدستورية للشاعرين وألقی بظلاله علی حياتهما الأدبية. فاختص شعر الشاعرین بخصائص مختلفةٍ تشترك في بعض المواقف بينهما. وأما أهم میزات الشعر الوطنی التی یمتاز بها الشاعران فتأتی فیما یلی: اتخاذ أسلوب البیانی المحافظ والنمط الأدبی القدیم کطریقة ثابتة في قصائدهما الوطنیة، والوحدة العضویة حیث شکّل الوطن لدیهما موقفاً واحداً يسيطر علی روح قصائدهما الوطنية، کما أعلن الشاعران آراءهما الوطنية في صراحة لکي يؤجّجا الحس القومي و قد أکثرا في صرختهما من الجرأة والحماسة لاسيما في مواقف الفخر بالوطن والتذکير بغفلة الناس، وأما بالنسبة إلی الروعة التصویرية فيتميز شعرهما الحسی بالخيال التفسيري، و فی مشاهداتهما النفسیة غلب الخيال التأليفي أو الابتکاري علی أشعارهما الوطنیة. و في التطرق إلی الوطن الدیني تأثر الشاعران بأفکار السيد جمال الدين الأسد آبادي و هي أن کل وطن یصمد أمام الجبابرة ویذود عن حريته واستقلاله واتحاده في المبادئ الدينية. لقد اعتمد البحث علی المنهج التوصیفی- التحليلي للشعر الوطني عند الشاعرين استکشافاً لتأثيرات النهضة الدستورية في کلا البلدين وأصدائها في شعر الشاعرين.