السيرة الذاتيّة المتخيّلة وعناصرها في رواية “ألواح” لرشيد الضعيف
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها
الروایة هی سرد خیالی تأخذ مادّتها من أحداث وشخصیّات حقیقیة أو خیالیة. وفی السیرة الذاتیة یلجأ الکاتب إلى قصة حیاته. ومن هنا نحن أمام العلاقة الإشکالیة بین السیرة الذاتیة والروایة. الأمر الذی أحدث نوعًا أدبیًّا جدیدًا هو السیرة الذاتیة المتخیّلة. رشید الضعیف روائی لبنانی یتّجه فی معظم روایاته نحو التخییل الذاتی أو السیرة الذاتیة المتخیّلة أی أتوفیکسیون، منها روایته الأخیرة “ألواح” حیث یسمّی شخصیتها الرئیسیة على اسمه. وهی تتشکّل من لوحات ومشاهد مختلفة تتطرّق إلى مواضیع شخصیة وعائلیة إلى جانب مسائل اجتماعیة وسیاسیة.
یدرس هذا المقال عن طریق المنهج الوصفی ـ التحلیلی ومن خلال علم السرد فی السیرة الذاتیة المتخیّلة، العناصر التی کوّنت الروایة ویتطرّق إلى أبرز العناصر التی تمیّزت بها روایة رشید الضعیف، من الجرأة والالتزام والهزء والسخریة من الذات، کما أنّ الکاتب یتنقّل فی روایته بین أنا الروائی الحقیقی وأنا الراوی.
ومن أهمّ ما وصل إلیه البحث هو أنّ السیرة الذاتیة المتخیّلة من الناحیة الوظیفیة هی نوع من اعتراف یدخل فیه الشکّ لأنّه لا یمکن اعتباره حقیقة تامّة، بل هو مزیج من الحقیقة والخیال. هذا الأمر یصون الکاتب أمام النقد فی المجتمع الشرقی العربی؛کما أنّه لا یمکن التطابق التامّ بین ما حدث للروائی فی حیاته الشخصیة وما یحدث للراوی خلال الروایة.