التلقي الحکائي في رواية « رمل الماية» لواسيني الأعرُج
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها
استمدت الروایة العربیة من الحکایات الشعبیة والفولکلوریة والخرافات والأساطیر حتی أصبحت هی إحدی المصادر الهامّة والجذور الأصلیة التی تنبثق وتتغذی الروایات المتعددة منها. لکتاب “ألف لیلة ولیلة” دور بارز ومَعلم بین هذه الحکایات وألّفت روایات عدیدة علی صعید السرد العربی الحدیث متخذة مادتها ومضمونها وأحداثها من ذلک الکتاب الهام. منها روایة “رمل المایة، فاجعة اللیلة السابعة بعد الألف” للکاتب والروائی الجزائری واسینی الأعرج. الدراسة هذه تدرُس روایة “رمل المایة” من منظار منهج نقدی حدیث وهو منهج التلقی حیث ترکز اهتمامها علی مواطن اللقاء والاختلاف بین نص المصدر ونص المتلقی وتبیّن انطباعات وآراء وضع الروائی وراء هذه التغیرات. یبدو من النتیجة أنّه تلقّی من هذا الکتاب من حیث البناء وبعض العناصر السردیة وتُعدُّ روایته مواصلة عمّا نجد فی ألف لیلة ولیلة لکن تقابلته فی بعض العناصر الحکائیة الأخری وفی بعض مضامینها ویغیّرها الروائی وفقاً لنظرته ورؤیته الجدیدة ویتصلها بالواقع المعیش ومشکلاته وآفاقه حتی تقلل من هیمنة النص التراثی وفکرته علی النص الروائی. واسینی بدل من المصالحة قام بالمناقشة وبدل أن یجعل شهرزاد أسطورة ممتازة فی نصه جعلها کاذبة وبها قد ناقش کثیر من المؤرخین والسلطویین الذین عاشوا فی ظل السطلة غیر مساندین بالحریة والنضال.