التقابل فی الصحیفة السجادیة وأثره فی الانسجام
بحث في مجلة دراسات في اللغة العربيّة وآدابها - جامعة سمنان - http://lasem.journals.semnan.ac.ir
الملخص
نتیجةً لتطوّر العلوم فی جمیع المجالات وبخاصة الأدب ظهرت نظریات جدیدة تحاول تحلیل النصوص وتفسیرها من منظار یختلف عمّا تعوّدنا علیه فی القدیم. فتغیّرت أغراض أدوات البیان ووسائله عمّا کان فی العلوم القدیمة فی ضوء هذه النظریات. ومن أکثر هذه النظریات انتشاراً وشیوعاً هی ما یتّصل بلسانیّات النص التی تعتبر النص کلاماً متّصلاً ذا وحدة جلیّة تنطوی علی بدایة ونهایة ویتّسم بالانسجام والتماسک. یعدّ الانسجامُ من أبرز خصائص النصّ الذی تحدّث عنه اللغویون، ومنهم: هالیدای ورقیة حسن اللذین ألفّا کتاباً یحمل نفس العنوان وذکرا عوامل مختلفة تربط بین أجزاء النص، منها التقابل الذی هو نوع من التضام الذی یندرج فی المصاحبة اللغویة التی تلعب دوراً بارزاً بأنواعها المختلفة فی انسجام النص واستمراریته. إنّ هذا التقابل یُعدّ من أکثر علاقات المعنی شیوعاً وانتشاراً فی الصحیفة السجادیة، ویشکّل ظاهرة لغویة أسلوبیة ممیزة فیها. یهدف هذا البحث إلی دراسة دور هذا العنصر البدیعی کعاملٍ من عوامل الانسجام فی الصحیفة السجادیة متّبعاً فیه الأسلوب الوصفی – التحلیلی. وتدلّ النتائج علی أنّ أسلوب التقابل فی الصحیفة یؤدّی إلى تحسین النص کمحسّنٍ بدیعیٍ معنویٍ فی ضوء البلاغة القدیمة ویعدّ وسیلة من أبرز وسائل الانسجام بین الجمل فی ضوء اللسانیات الحدیثة، بحیث یتجاوز هذا الانسجام دائرة جملة واحدة أو عدّة جمل ویربط کلّ الأدعیة کنصّ واحد یتمحور حول محور التقابل بین موقفَی الحق والباطل اللذین یتمثّلان فی الکلمات البیضاء والسوداء.