الاغتراب عند نازک الملائکة
بحث في مجلة دراسات الادب المعاصر - جامعة آزاد الإسلامية جيرفت -
اذا أخذنا مفهوم الاغتراب بمعناه الواسع نجد أنه قد رافق الإنسان منذ القدم، واتضحت خطوطه العامة فی بادئ الأمر من خلال الثنائیات المتمثلة فی الذات والموضوع، والفکر والوجود، والطبیعة والروح، وهذه فی حقیقة جوهرها لیست إلا نتیجة منطقیة لمعادلة سابقة تسمی “وحدة الفکر والوجود” فإذا أتینا إلی العالم الوسیط، رأیناه یأخذ صبغة دینیة تتمثل “بنظریة الخلق من العدم مصحوبة بالعنایة” ونظریة الخلق من العدم “تعبیر عن القدرة المطلقة” کما أن “العنایة” تشیر إلی تفوق الإنسان، وتمییزه عن سائر المخلوقات ومن هنا انبثقت ثنائیة جدیدة هی “الله والعلم” أسهم الفکر الإسلامی فی بلورة مفهومها إلی حد کبیر. وإذا ما ذهبنا نبحث عن أبعاد تجربة الاغتراب عند نازک الملائکة من خلال سیرة الحیاة، والکتابات النثریة والشعریة علی مدی أکثر من ثلث قرن من الزمان، نجد أن نازک الملائکة قد مرت بعدة أنواع من الاغتراب کل له طبیعته الخاصة وصفاته المتیزة، وفقا للمرحلة الفنیة التی کانت تجتازها الشاعرة.