الإيقاع الصوتي في نهج البلاغة: خطبتي «الشِّقشقيّة» و «خلقة الطاووس» أنموذجاً
بحث في مجلة الجمعية العلمية الإيرانية للغة العربية وآدابها/http://iaall.iranjournals.ir/
ظاهرة الموسیقی فی النص الأدبی تثیرُ قدرا کبیراً من الانتباه. والإیقاع المتوازن المنسجم یشدّ النفس إلیه، ویشوقها ویجعلها أکثر قبولاً للفن القولی المتوفر علیه، عن طریق خلق جو موسیقی تنساب معه النفس وتطرب له الأذن، ولما کان قادراً على تنظیم حرکتها الشعوریة وفق ذبذبات إیقاعه.
البنیة الإیقاعیة من المکوّنات الأساسیة فی أسلوب نهجالبلاغة، وهی القالب الجلیّ فی خطبتی «الشقشقیة» و«خلقة الطاووس»، ممَا أضفى على أسلوبهما عذوبة ملحوظة، وجعلهما مسموعتین ومتجددتین. یُعنَی الإمام(ع) فی هاتین الخطبتین بالإیقاع عنایته بالمعنی وهو لذلک یتخیر الألفاظ تخیراً یقوم علی أساس من تحقیق الموسیقی المتسقة مع جو الخطبتین.
تهدف هذه المقالة باستخدام المنهج الوصفی – التحلیلی إلی دراسة الإیقاع الصوتی وتحلیله فی هاتین الخطبتین بوضع أصبعها علی تأثیر الصوت فی إنشاء إیقاع موسیقی متناسق مع الجو والمعنی. لما کان الإیقاع الصوتی ینشأ من أصوات الحروف والحرکات فی الکلمة ومن تنضید الجملة من کلمات وما فیها من حرکات ومدّات منسوقة ومن مواقع الکلمات ومقاطع الجمل وفواصلها فإنَّنا آثرنا أن نعرض لتأثیر هذه العوامل فی إنشاء الإیقاع الصوتی فی الخطبتین بشیء من التفصیل والتحلیل.