ابن الأثیر؛ من العبقریّة إلی النرجسیّة

الملخص
یتابع هذا المقال نموذجاً مِن تحوّل الشخصیّة العبقریّة إلی شخصیّة نرجسیّة یُعجب فیها الشخصُ بنفسه، ویُصبح إنساناً لا یری أحداً سواه. فقد کان هناک علاقة قد تحدث بین العبقریّة والنرجسیّة. ومن خلال تلک العلاقة تترک العبقریّة فی صاحبها، طابعاً من الإعجاب المفرَط بالنفس بحیث یتّصف بالنرجسیّة وهی أن یعشق الإنسان نفسه ویعجب بها إعجاباً یُخرجه من حالته الطبیعیّة. أمّا الشخصیّة العبقریّة التی تمّ البحث عنها فهی ابن الأثیر، العبقریّ الذی لم یسلم ممّا تترکه العبقریّة والنبوغ من الطابع السلبی فی نفس صاحبها. فقد تحوّل هذا الأدیب الکبیر إلی شخصیّة نرجسیّة بما وفّرت له عبقریّته ونبوغه من التفوق والنجاح فی مجال الأدب العربی. وقد تطرّق هذا البحث إلی تبیین مفهوم کلٍّ من العبقریّة والنرجسیّة، ثمّ العلاقة بینهما، وقد أشار إلی حیاة ابن الأثیر، والحیاة الأدبیّة فی عصره بما تتمّ به الفائدة والاستفادة فی موضوع هذا البحث، ومن ثمّ تطرّق إلی دراسة عبقریّة ابن الأثیر وأشار إلی ملامحها، ثم درس نرجسیّته وذکر مظاهرها. وقد کان کتابه المثل السائر وهو أهمّ نتاجه الأدبی مرجعاً لتطبیق هذه الدراسة.وتوصّل البحث إلی أنّ ابن الأثیر کان نرجسیّاً معتدّاً بنفسه معجباً بها بإفراط.