أسلوب ابن الأنباری فی کتاب «الانصاف فی مسائل الخلاف بین النحویین البصریین والکوفیین» وأصوله النحویة

المستخلص
بعد اختلاط العرب بالعجم، وکثرة شیوع اللحن، حاول اللغویون أن یضعوا قواعد خاصة للغة العربیة تسبب عصمة لغة القرآن وتیسیر تعلیمها. ولکن سرعان ما أدّت مسألة التقعید إلى التعقید؛ فأثقلت الاختلافات کاهل اللغة العربیة فضاعت الغایة من وضع النحو، فقام بعض النحاة بتألیف کتب حول هذه الاختلافات.
من أهّم هذه الکتب وأشهرها کتاب «الإنصاف فی مسائل الخلاف بین النحویین: البصریین والکوفیین». قام ابن الأنباری بدراسة 121 مسألة من مسائل الخلاف المشهورة بین المدرستین فیه، وحاول أن یتّبع أصولاً خاصة فی تألیفه والردّ على من لا یرى الحق بجانبه. فبذل قصارى جهده لکی یسلک طریق الإنصاف فی حکمه. لکنّ وقوفه إلى جانب البصریین فی أکثر هذه المسائل جعل الدارسین یشکّون فی إنصافه ونزاهته إذ هم لا ینکرون قیمة هذا الکتاب.
تستهدف هذه المقالة على أساس المنهج الوصفی ـ التحلیلی دراسة طریقة ابن الأنباری فی تألیف کتابه هذا، ومدى إنصافه، واستقصاء أصوله الخاصة التی یعتمد علیها فی ردوده. فنرى أنّه یؤلّف کتابه بأسلوب خاص أخرج النحو من الجفاف إلى المائیة والتندیة. فوضع فروعاً خاصة لکل أصل، واستدلالاته تتصف بالقوة والضعف أحیاناً فی حسم مسائل الخلاف.

الكلمات الرئيسية
ابن الأنباری؛ الإنصاف فی المسائل النحویة؛ أصول النحو؛ مدرستا البصرة والکوفة